وكل ذنب يرتكبه
الإنسان مع التهاون بالأمر وعدم المبالاة بنظر الله إليه ، ورؤيته إياه حيث نهاه ،
فهو مهما كان صغيرا فى صورته ، أو فى ضرره ، يعدّ كبيرا من حيث الإصرار والاستهتار
، فتطفيف الكيل والميزان ولو حبّة لمن اعتاده ، والهمز واللمز (عيب الناس والطعن
فى أعراضهم) لمن تعوّده ـ كل ذلك كبيرة ولا شك.
وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يذكر فى كل مقام ما تمس إليه الحاجة ، ولم يرد الحصر والتحديد.
وقال بعض
العلماء : الكبيرة كل ذنب رتّب عليه الشارع حدا أو صرح فيه بوعيد.
(وَنُدْخِلْكُمْ
مُدْخَلاً كَرِيماً) أي وندخلكم مكانا لكم فيه الكرامة عند ربكم وهى الجنات
التي تجرى من تحتها الأنهار ، والعرب تقول : أرض كريمة ، وأرض مكرمة ، أي طيبة
جيدة النبات ، قال تعالى : «فَأَخْرَجْناهُمْ
مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ».
التمني : تشهى
حصول الأمر المرغوب فيه ، وحديث النفس بما يكون وما لا يكون.
من فضله : أي
إحسانه ونعمه المتكاثرة :
المعنى
الجملي
بعد أن نهى
سبحانه عن أكل أموال الناس بالباطل ، وعن القتل ، وتوعد فاعلهما بالويل والثبور ،
وهما من أفعال الجوارح ، ليصير الظاهر طاهرا عن المعاصي الوخيمة